-->

اسباب انخفاض معدلات السمنة في الولايات المتحدة لدى البالغين

اسباب انخفاض معدلات السمنة في الولايات المتحدة لدى البالغين

كشفت دراسة حديثة، نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA Health Forum) بتاريخ 13 ديسمبر 2024، وأجراها باحثون من جامعة هارفارد، عن انخفاض معدلات السمنة لدى البالغين في الولايات المتحدة لأول مرة منذ عقد كامل في عام 2023. هذا الانخفاض يتزامن مع انتشار أدوية GLP-1 لفقدان الوزن، مما يثير تساؤلات حول الدور المحتمل لهذه الأدوية في التغيير.

بيانات تدعم انخفاض السمنة

أظهرت الدراسة، التي شملت بيانات حوالي 17 مليون شخص بالغ من جميع أنحاء الولايات المتحدة، أن معدلات السمنة التي كانت في ارتفاع مستمر خلال السنوات السابقة انخفضت من 46.2% في عام 2021 إلى 45.6% في عام 2023. وقد تزامن هذا الانخفاض مع ارتفاع استخدام أدوية GLP-1، مثل ويغوفي (Wegovy) وزيبباوند (Zepbound).

المناطق الجنوبية من الولايات المتحدة شهدت أكبر انخفاض في معدلات السمنة، وهي المناطق التي سُجل فيها أعلى معدلات استخدام لهذه الأدوية. ورغم ذلك، أكد الباحثون أنه لا يمكن الجزم بعلاقة سببية مباشرة بين زيادة استخدام أدوية GLP-1 وانخفاض معدلات السمنة.

أدوية GLP-1: عامل محتمل في المعادلة

تُعد أدوية GLP-1، مثل السيماجلوتيد (semaglutide) والتيرزيباتيد (tirzepatide)، من العوامل الجديدة التي قد تساهم في مكافحة السمنة. تعمل هذه الأدوية، التي تُستخدم عبر الحقن، على محاكاة هرمون طبيعي في الأمعاء يساعد على تعزيز الشعور بالشبع وضبط سكر الدم. وقد ارتفعت مبيعاتها بشكل كبير بفضل نتائجها الفعالة في تقليل الوزن.

من بين الأدوية الشهيرة في هذا المجال:

  • ويغوفي (Wegovy)
  • أوزيمبيك (Ozempic)
  • مونجارو (Mounjaro)
  • زيبباوند (Zepbound)

انخفاض تدريجي في مؤشر كتلة الجسم

في هذه الدراسة، تم تعريف السمنة على أساس مؤشر كتلة الجسم (BMI) الذي يساوي 30 أو أكثر. وباستخدام بيانات التأمين الصحي للفترة من 2013 إلى 2023، تضمن التحليل 48 مليون قياس لمؤشر كتلة الجسم.

ارتفع متوسط مؤشر كتلة الجسم تدريجيًا من 29.65 في عام 2013 إلى 30.24 في عام 2022. لكن عام 2023 شهد انخفاضًا طفيفًا ليصل إلى 30.21، وهو أول انخفاض يُسجل منذ عشر سنوات. وبرز الانخفاض بشكل أكبر في المناطق الجنوبية وفي الفئة العمرية بين 66 و75 عامًا، وكذلك بين النساء مقارنة بالرجال.

أسباب محتملة وراء الانخفاض

رغم النتائج الإيجابية، يظل من المبكر تأكيد أن استخدام أدوية GLP-1 هو العامل الوحيد وراء انخفاض معدلات السمنة. قد تكون هناك عوامل أخرى مؤثرة، مثل تأثيرات جائحة كورونا التي كانت أكثر حدة على الأشخاص الذين يعانون من السمنة، خاصة في المناطق الجنوبية.

خطوة إيجابية للصحة العامة

يُعتبر هذا الانخفاض في معدلات السمنة إشارة مشجعة للصحة العامة، حيث يُظهر انعكاسًا للتزايد المستمر الذي استمر لعقود. ورغم أن السمنة لا تزال تشكل تحديًا كبيرًا للصحة العامة، فإن هذه النتائج تمثل بداية مشجعة نحو استقرار أو حتى تقليل معدلات السمنة في المستقبل.

الخلاصة

تعكس هذه الدراسة الأثر المحتمل للتطورات الطبية على معدلات السمنة، لكنها تؤكد الحاجة إلى مزيد من البحث لفهم الأسباب الكامنة وراء هذه التغيرات. وفي الوقت نفسه، تظل مكافحة السمنة تتطلب جهودًا متعددة تشمل العلاجات الطبية، والنظام الغذائي الصحي، والدعم النفسي والاجتماعي.

أحدث أقدم